MaUsTrO
عدد المساهمات : 1905 تاريخ التسجيل : 23/06/2010 العمر : 27
| موضوع: أول ما يهدف إليه الإسلام هو بناء "الإنسان الصالح" السبت مايو 28, 2011 3:05 pm | |
| أول ما يهدف إليه الإسلام هو بناء "الإنسان الصالح" الجدير بأن يكون خليفة الله في الأرض، والذي كرمه الله أفضل تكريم، وخلقه في أحسن تقويم، وسخر له ما في السموات وما في الأرض جميعا، فهو إنسان اكتملت فيه خصائص الإنسانية، وارتفع عن حضيض الحيوانية البهيمية أو السبعية، وهذا الإنسان الصالح هو أساس الأسرة الصالحة، والمجتمع الصالح، والأمة الصالحة. إنسان إيمان وعقيدة: وإنسان الإسلام هو ـ قبل أي اعتبار ـ إنسان إيمان وعقيدة، قد اتضحت فكرته عن نفسه، وعن العالم من حوله، فهو ليس نباتا (شيطانيا) كنبات البرية، ظهر وحده من غير زارع زرعه، ولا الكون من حوله برز وحده من غير خالق خلقه ومدبر دبره، بل هو يؤمن أن له ربا خلقه فسواه فعدله، وعلمه البيان، ومنحه العقل والإرادة، وأرسل إليه الرسل، وأنزل له الكتب، وأقام عليه الحجة، وعرفه الغاية، والطريق. كما أن هذا العالم البديع وراءه خالق عظيم، خلق كل شيء فقدره تقديرا، وأعطى كل شيء خلقه ثم هدى، ولكن الذي خلقه سيفنيه، ويبدل به عالما آخر، هو عالم الخلود، فيه توفى كل نفس ما كسبت، وتجزى بما عملت، وهم لا يظلمون. (وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا، ذلك ظن الذين كفروا، فويل للذين كفروا من النار، أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض، أم نجعل المتقين كالفجار)؟ (ليس بأمانيكم ولا بأماني أهل الكتاب، من يعمل سوءا يجزى به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا، ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا). وبهذا عاش الإنسان المسلم مؤمنا بالله تعالى، مؤمنا برسالاته، بجميع كتبه ورسله، وآخرها رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، مؤمنا بلقائه تعالى وحسابه وعدالة جزائه، في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، (يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا، يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما، وعنت الوجوه للحي القيوم، وقد خاب من حمل ظلما، ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما). إن هذا الإيمان هو أول ما يميز الإنسان المسلم، فهو مؤمن بعقيدة جوهرها التوحيد، ومعنى التوحيد: أنه لا خالق إلا الله، ولا معبود إلا الله، فهو يعني توحيد الربوبية، وتوحيد الإلهية، ولا يغني أحدهما عن الآخر، فقد كان مشركو العرب يؤمنون بأن الله هو وحده خالق السموات والأرض، كما حكى عنهم القرآن: (ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله). ومع هذا الإقرار بتوحيد الربوبية، رأيناهم يعبدون مع الله آلهة أخرى، بغير سلطان ولا برهان، إلا دعاوى فارغة، مثل قولهم: (هؤلاء شفعاؤنا عند الله). (وما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى). والإسلام جاء دعوة تحريرية كبرى، لتحرير الإنسان من كل عبودية لغير الله تعالى: من عبوديته للطبيعة، وللأشياء، في الأرض كانت أو في السماء، ومن عبوديته للحيوان، ومن عبوديته للشيطان، ومن عبوديته للإنسان، سواء كان ملكا أم كاهنا، بل من عبوديته لنفسه وهواه، فلا يعبد إلا الله، ولا يشرك به شيئا. ولهذا كان يبعث النبي صلى الله عليه وسلم برسائله إلى الملوك والأمراء يدعوهم إلى الإسلام ويختم رسائله إليهم بهذه الآية الكريمة: (يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم: ألا نعبد إلا الله، ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله).
| |
|
المغربي
عدد المساهمات : 40 تاريخ التسجيل : 11/06/2011 العمر : 34
| موضوع: رد: أول ما يهدف إليه الإسلام هو بناء "الإنسان الصالح" السبت يونيو 11, 2011 4:13 am | |
| | |
|