MaUsTrO
عدد المساهمات : 1905 تاريخ التسجيل : 23/06/2010 العمر : 27
| موضوع: ظاهرة التطبيع مع المعصية السبت مايو 28, 2011 3:09 pm | |
| الإنسان
خلقه الله سبحانه ، وجعل وجوده في هذه الحياة من بلوغه سن التكليف إلى موته ابتلاءً واختبارا ..وهداه النجدين ..وأرسل رسله وجعلهم المرشدين على الطريق إليه والدالين عليه ..وجعل الإنسان وعاءً للتكليف وأمده بكل مايحقق ذلك .
وجعل وجوده مقترنا بالأمر والنهي ..وعلى قدر الإستجابة لذلك والطاعة له ..يحدد الإنسان مصيره إلى ربه ..فإما إلى جنته إن ( أطاع ) وإلا إلى ناره (إن عصى ) ..قال تعالى ( بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ، والذي آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون ) سورة البقرة.
والمسلم في طريقه إلى ربه ليس معصوماً عن الزلل ..والوقوع في الإثم والخطأ بل أوجد الله فيه من الغريزة والهوى والشهوة مايختبره ويبتليه به ويمحصه حتى يأتيه أجله ..قال تعالى ( كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون ) سورة الأنبياء.
والمعصية ..التي هي فعل مانهى الله عن فعله أو ترك ما أمر الله بفعله ..وإن كانت اختباراً منه سبحانه وكل ابن آدم خطاء كما جاء الحديث النبوي ..إلا أن خير الخطائين التوابون ..أولئك الذين يتحاشون أو يقلعون عن المعصية ابتغاء مرضات الله .
[b]وكما نهانا الله ورسوله عن الوقوع في المعصية ..أمرانا كذلك بالبعد عن الوسائل التي تفضي إليها والطرق التي تؤدي إليها ..
]وكانت أي وسيلة تقود إلى ( حرام ) هي حرام أيضاً قال تعالى ( قال قد أجيبت دعوتكما فاستقيما ولا تتبعان سبيل الذي لايعلمون ) سورة يونس.
وقال صلى لله عليه وسلم ( إن الحلال بيّن والحرام بيّن ، وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس ، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ، ومن وقع في الشبهات فقد وقع في الحرام ، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ، ألا وأن لكل ملك حمى ، ألا وإن حمى الله محارمه ، إلا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب ) رواه البخاري و مسلم
تعريف تطبيع المعصية:
التطبيع لفظة مستحدثة مأخوذة من ( الطبع ) ..جاء في مختار الصحاح (الطبع هو السجية جبل عليها الإنسان)، وفي المعجم الوسيط (تطبع بكذا أي تخلّق به، وطبّعه على كذا أي عوّده إياه)، ويعرف أيضاً بأنه العودة بالأشياء إلى سابق عهدها وطبيعتها).
يقولون: تطبيع العلاقات بين بلدين بمعنى جعلها طبيعية تجري على العادة والعرف، وقد يعترض على هذا بأنه ليس في اللغة “طبَّع”, حتى يمكن أن يكون التطبيع مصدرًا له غير أن العربية تسمح بالاشتقاق من أسماء الأجناس… وعلى هذا يكون التطبيع مأخوذاً من الطبيعة، والفعل من طبع – بالتضعيف – على معنى الجعل والتصيير، ويكون المراد بقولنا: تطبيع العلاقات أو الحدود، تصييرها إلى المعتاد المألوف بين الدول [1].
]ومن ثم إذا قلنا “تطبيع الحرام” فإننا نقصد بذلك أن نجعله طبيعيًا مألوفًا.
لذا كان التعريف الاصطلاحي الذي نراه:“البحث عن مخرج شرعي في باب من أبواب الحرام”.
حُكمه:
1ـ كان من جملة ما توعد به إبليسُ لإضلال بني الإنسان، أنه سيدفعهم دفعًا نحو تغيير خلق الله, ونحو تحليل الحرام وتحريم الحلال، كما فعل العربُ الجاهليون من تحريم البَحَائر والسوائب والوصائل ونحوها.. قال الله تعالى: {إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا (117) لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا (118) وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آَذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا (119) يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا} [النساء: 117 - 120].
2ـ وفي ذلك يقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيما يرويه عن رب العزة:
«كُلُّ مَالٍ نَحَلْتُهُ عَبْدًا حَلالٌ وَإِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ وَإِنَّهُمْ أَتَتْهُمْ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ [2] عَنْ دِينِهِمْ وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْتُ لَهُمْ وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بِي مَا لَمْ أُنْزِلْ بِهِ سُلْطَانًا» [3].
]3ـ وذكر الله تعالى من صفات إبليس أيضًا
{إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} [سورة البقرة: 169].
]أي يدفعكم ويزين لكم أن تقولوا على الله ما لاتعلمون من تسويغ الحرام ونحوه.
4ـ وقد حرَّم الله القول بغير علم في مسائل التشريع عمومًا, فقال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} [سورة الأعراف: 33].
]5ـ وقال مستخدمًا الاستفهام التوبيخي: {وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا وَاللّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} [سورة الأعراف: 28].
]6ـ وأشار إلى شيء من ذلك فقال: {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَـذَا حَلاَلٌ وَهَـذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ} [سورة النحل: 116].
قال الإمام القرطبي: “ومعنى هذا: أن التحليل والتحريم إنما هو لله عز وجل، وليس لأحد أن يقول أو يصرح بهذا في عين من الأعيان، إلا أن يكون البارئ تعالى يخبر بذلك عنه” [4].
وقال الحافظ ابن كثير: “نهى تعالى عن سلوك سبيل المشركين، الذين حللوا وحرموا بمجرد ما وضعوه واصطلحوا عليه من الأسماء بآرائهم، من البَحيرة والسائبة والوصيلة والحام، وغير ذلك مما كان شرعا لهم ابتدعوه في جاهليتهم فقال: {وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ} ويدخل في هذا كل من ابتدع بدعة ليس له فيها مستند شرعي، أو حلل شيئا مما حرم الله، أو حرم شيئا مما أباح الله، بمجرد رأيه وتشهِّيه” [5].
]7ـ وتقنين الحرام دربٌ من دروب الكذب، الذي هو من أسوء الأخلاق، قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ} [يونس: 69-70]
وقال تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [سورة الصف: 7].
8ـ وذكر الله تعالى من صفات بعض أهل الكتاب فقال: {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران: 78].
قال الشيخ السعدي -رحمه الله-: “وهذا أعظم جرما ممن يقول على الله بلا علم، هؤلاء يقولون على الله الكذب فيجمعون بين نفي المعنى الحق، وإثبات المعنى الباطل، وتنزيل اللفظ الدال على الحق على المعنى الفاسد، مع علمهم بذلك” [6].
9ـ وقد زعم المشركون من قبلُ أن لو يشاء اللهُ ما فعلوا شيئًا من تسويغ الحرام، وهي شبهة قديمة حديثة، يتذرع به العجزة إذا ما ألفوا الحرام, قال الله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلَا آَبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} [سورة النحل: 35]
قال ابن كثير: “يخبر تعالى عن اغترار المشركين بما هم فيه من الشرك واعتذارهم محتجين بالقدر، في قولهم: {لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ} أي: من البحائر والسوائب والوصائل وغير ذلك، مما كانوا ابتدعوه واخترعوه من تلقاء أنفسهم، ما لم ينزل الله به سلطانا” [7].
10 ـ وقد وقع اليهود في ذلك الفخ، وسوغوا ما ليس لهم، {وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللّهِ عَهْداً فَلَن يُخْلِفَ اللّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} [سورة البقرة: 80].
]فهم بعد التحريف الذي اجترحوه عبر الأزمنة لا ينكت في قلوبهم نكتة ندم أو لسعة ألم، إنما فعلوا ذلك وقد تمنوا على الله الأماني، وقالوا لن ندخل النار، فنحن أحباء الله، ومن دخلها منّا فإنما يمكث فيها قليلاً ثم مثواه الخلودُ في الجنة، وهذا هو عهد الله إلينا.
فقل لهم ـ توبيخًا وتبكيتًا ـ: إن اتخذتم عند الله عهدًا ووعدًا بذلك؛ فإن الله لا يخلف عهده، ولا ينقض ميثاقه!!
]أم أنتم تقولون مفترين على الله ما لا تعلمون، كما هي طبيعتكم: من كذب وتدليس وتحريف؟
]صور في الواقع:
1ـ كأن يترخص المسلم في قطيعة الرحم بحجة أن أقاربه يقطعونه، ويستدلُ بمقولة لا أصل لها: “مَن قطعنا قطعناه”!!! بيد أن رسول اللهُ ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: «لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَاطِعُ رَحِمٍ» [8]، والأحاديث في ذلك الباب سابغةُ الذيل.
2ـ ومن صور تطبيع الحرام، سفر المسلمُ إلى بلاد الكفار بُغية السياحة، والاستجمام على شواطئهم، ويستشهد على ذلك بقول الله تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا…} [سورة الملك: 15]، ويتلو عليك قول الله تعالى: ” {التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ. ..} [التوبة: 112]“!!!.
3ـ يأكل “الفائدة المصرفية “ من المصرف الربوي، ويقول: قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ…} [سورة النساء: 29].
4ـ يَحلق لحيته ـ دون عذر شرعي ـ, ويستدل بالقاعدة الأصولية: “الضرورات تبيح المحظورات”.
وغيرها في الواقع كثير…
]5- قيام علاقة ( طبيعية ) بين امرأة ورجل أجنبي ..هذا من المعلوم بالضرورة من الدين على حرمته ، لكن المشاهد الآن لمئات بل آلاف من الأفلام والمسلسات ( العربية المسلمة ) يجد أن ( الرجل والمرأة ) هما (الهيكل العظمي) في صناعة السينما والأفلام المعاصرة ..وقضايا الحب والزواج والعلاقات تشكل ( المفصل ) الأهم في تلك البنية وتلك الصناعة ..حتى ربما أنك إذا أنكرت وجود مثل هذه المشاهد …قوبلت بإنكار جماعي من الجمهور والمشاهد ..وربما طال عقلك من الإتهام مايطاله ، وسمعت من مفردات ( التخلف والتشدد والتزمت ) ماسوف تسمع ..وعند تبسيط المسألة لمايدور خلف الكواليس بل وفي ظاهر الأمر …فلن يكون إلا رجل أجنبي وامرأة أجنبية (ومن المسلمين طبعاً ) قاما بدور الزوجين أو العشيقين في جو من الحميمة والمحبة ..والخلوة المحرمة والإختلاط بكل ماتحمله هذه الكلمة سواء جسدي أو نفسي أو ما هو أعمق من هذا كله ..وفي النهاية ضاع مصطلح ( حرام ) وتوارى معنى ( معصية ) أيضاً خلف تلك الكواليس ..6- الخمر ..هو أيضاً من المعلوم بالضرورة في ديننا حرمته ..لكن هذا الخمر أصبح وجوده في الأفلام المعاصرة من (قوام ) و(روح ) تلك المشاهد والأفلام ..وأصبح اعلامنا ( العربي ) يحرص كل الحرص على تقديمه للمشاهد و(تطبيع ) صورته في ذهنه ..بالطبع بعد أن ينحى الاسم الحقيقي ( خمر ) بإضفاء أسماء أخرى تكون أكثر تداولاً واستهلاكاً ..وقرباً ..بل الأمر وصل للأسف إلى أبعد من هذا فأصبحت تشاهد (صورة) ونمط عبوات الخمر موجودة في كل مكان ..فغالب مشروبات الطاقة ـ كمايسمونها ـ أخذت نفس الصورة والشكل الخارجي لتلك العبوات ..وإذا دخلت إلى أحد المقاهي أو ( الكافيهات ) ..فستجد الصورة نفسها ..فزجاجات النكهات أخذت نفس الصورة والشكل الخارجي لعبوات الخمور …فقربت بذلك الصورة ..وأصبحت مألوفة جداً …وطبيعية أيضاً ..
7- والمعازف والآلات الموسيقية هي أيضاً أخذت بحظها من عملية ( التطبيع ) هذه الحظ الوافر ..فقبل سنوات كان النشيد الإسلامي نشيداً خالياً من أي عزف أو اصطحاب لأي آلة موسيقية أصوات بشرية طبيعية ..ثم سرت حمى التطبيع لتدخل المعازف رويداً وريداً ..إلى أن أصبحنا نشاهد ونسمع فرق غنائية ( واسلامية طبعاً ) ابتداءاً من أغانٍ شعبية إلى الهيب الهوب أوالراب أو الروك أوالبوب …ولا بأس أن تضع في ذيل هذا العمل كله كلمة ( اسلامي ) !!! مظاهر تطبيع المعصية كثيرة ومتعددة سواء على المستوى الفردي أوالجماعي ..وهناك مظاهر لا يتسع الوقت لذكرها سواء في مظهر المسلم الشخصي أو في تعاملاته مع غيره ..وكلها جرت عليها رياح التطبيع ..وصارت من الأمور المعتادة والمستهجنة …وماذكرت إلا إشارة …لكن في نهاية المطاف ، أرى أن المسؤولية تقع على أهل العلم والدعاة الذين امتطوا صهوة ( الإعلام ) بتوضيح صورة الإسلام جلية كما جاءت لا كما أظهرها الإعلام في غبش الظلام ..
]الخلاصة:
]قد يقع المسلم في الحرام تحت ستار الدليل الذي وضعه في غير موضعه، وهذا جرمٌ فوق جرم، إذ لا يمكن أن يُعذر بالجهل، وقد استدل على بدعته بالآية و الحديث.
قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: «إِنَّ الْحَلَالَ بَيِّنٌ وَإِنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ وَبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ، لَا يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ، فَمَنْ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ، كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ»
| |
|
المغربي
عدد المساهمات : 40 تاريخ التسجيل : 11/06/2011 العمر : 34
| موضوع: رد: ظاهرة التطبيع مع المعصية السبت يونيو 11, 2011 4:14 am | |
| | |
|