نتيح لك فقط تجميع الدرجات، ولكننا من سيضعها، إن وافقت على هذا النظام يمكنك المشاركة معنا، وإن لم توافق فإبحث لك عن لعبة أخرى. لعبة المفاضلة ... من الأفضل والأعظم والأحسن، لعبة تخلب لبّ الكائنات، هل نسيت أنها اللعبة الأولى في الكون، من الأفضل آدم أم الملائكة، إبليس لم ترضه نتيجة اللعبة وقرر التمرد.
لعبتنا اليوم أبسط كثيرا، قد تكون خطيرة فأحد طرفيها هو الرئيس التنفيذي وقد يتولى قريبا الأمر كله والآخر غضوب ويشعر بالاضطهاد. لن نغضب أحداً سنكون محايدين، وإذا كانت النتيجة هزيمة أحدهما فلا يلوم المحكمين وليلم نفسه أو قدره. سنطلق الصافرة ونبدأ المباراة:
ـ الثراء: ثروة جمال مبارك تجاوزت منذ فترة طويلة مبلغ 600 مليون دولار ـ حسب إحصائيات 2001 ومن مجلة غربية ـ ليس من شأننا أن نسأل عن مصدرها، بينما ثروة أيمن نور لا تصل إلى واحد على مائة من ثروة جمال مبارك، لتكون النتيجة في هذه النقطة (واحد صفر لجمال مبارك).
ـ الأولاد: أيمن نور لديه ولدان كبيران، بينما لم يتزوج جمال مبارك إلا متأخراً ولم ينجب إلا ابنة واحدة تسمى (فريدة) لا يتجاوز عمرها العام الواحد، لتكون النتيجة في هذه النقطة (واحد صفر لأيمن نور).
ـ الزوجة: جمال مبارك متزوج من فتاة جميلة ومثقفة من عائلة كبيرة هي خديجة الجمال، وكان أيمن نور كذلك ينعم بزوجة جميلة ومثقفة وأثبتت وفاءها وإخلاصها ولكنها تركته بعد أخطائه ليصبح مطلقاً وحيدا، إذن النتيجة هذه المرة (واحد صفر لجمال مبارك).
ـ النفوذ: جمال مبارك الرجل الثاني في النظام المصري والرجل الحاكم بأمره في الحزب الوطني الممسك بزمام البلد بقوة، بينما أيمن نور مناضل لا يكف عن الصراخ. حقاً تستقبله الكثير من المؤسسات والهيئات ولكنه يظل في النهاية رجل لا نفوذ له. يبدو أن جمال مبارك تفوق في هذه النقطة أيضا (واحد صفر لجمال مبارك).
ـ الخبرة السياسية: أيمن نور بدأ مبكرا، رجل خاضت قدماه في خضم السياسة منذ سنوات طويلة بينما جمال مبارك لم ينزل البحر إلا منذ 8 أعوام. حقاً خاض تجربة سياسية عميقة في الحزب الوطني وتعلم الكثير على أيدي أساطين السياسة المصرية مثل صفوت الشريف ومفيد شهاب، ولكن تظل خبرة أيمن نور أكبر، ومع ذلك فجمال تربي في بيت الرئاسة وعاش في كواليس المطبخ السياسي، نشعر بالحيرة في المفاضلة بينهما في هذا الأمر لذا آثرنا أن تكون النتيجة هذه المرة هي التعادل.
ـ الثقافة: يتهم أيمن نور جمال مبارك بأنه ليس مثقفاً، ولكن الحقيقة غير ذلك؛ فالرجل تلقى تعليما رفيعاً، وحصل على الماجستير في إدارة الأعمال، كما إنه عمل سنوات في بريطانيا، حقاً تبدو ثقافته متخصصة بعض الشيء، ولكنه ليس سطحياً كما يتهمه أيمن نور، بينما أيمن نور خريج الحقوق الذي يعمل بالصحافة والمحاماة، وبهذا تكون رؤيته أشمل وثقافته أوسع. نعتقد أن الفوز هذه المرة من نصيب أيمن نور (واحد صفر لأيمن نور).
ـ التأثير في الجماهير: أيمن نور رجل يجيد اللعب بالكلمات، ولا أحد يشكك في لباقته وقدراته على الإقناع، في هذه النقطة يبدو جمال مبارك غير قادر على المنافسة، أيمن نور يمتلك جاذبية وخبرة كبيرة في مواجهة الجماهير أما جمال مبارك فما زالت خبرته محدودة في هذا الشأن. عذراً جيمي الفوز هذه المرة أيضا لأيمن نور (واحد صفر لأيمن نور).
ـ المستقبل السياسي: أيمن نور تم اغتيال حلمه، لا لن يمكنه الترشح للرئاسة، ولن يمكنه أن يصل إلى الكرسي الذي يحلم به، أما جمال فطريقه أسهل كثيراً، ويوجد من يمهدون له الطريق، ولعل مسألة وصوله لرئاسة الجمهورية هي مجرد وقت، لذلك نعتذر لأيمن نور لأن النتيجة هذه المرة (واحد صفر لجمال مبارك).
ـ السلوك: أيمن نور لا يتوقف عن الإساءة لجمال مبارك، مؤخرا وصفه بأنه شخص من البلاستيك، قد يكون محقاً، ولكن وصف مثل هذا لا يليق كما أنه كثير التطاول على الرئيس المصري. أيمن نور أيضا ثارت حوله الكثير من الشبهات بسبب ادعاءاته الكثيرة الكاذبة، كما أن علامات الاستفهام التي أثارها طلاقه من زوجته أضعفت كثيراً من موقفه. تحيط بجمال مبارك أسوار عالية تمنعنا من معرفة سلوكه، ولكن الرجل يبدو متحفظاً وما دمنا لا نعلم عنه ما يشين فنحن مضطرون للاعتراف له بحسن الخلق، لذلك نجد أنه من الطبيعي أن تكون النتيجة هذه المرة (واحد صفر لجمال مبارك).
انتهت المباراة وسأترك لك أنت جمع الدرجات وإعلان النتيجة، أما أنا فأشعر بتعاطف لا أدري سره تجاه ذلك الرجل الذي كان يحيا في أمن وسلام في حدود آمنة ومعروفة ثم دفعه طموحه لأن يخوض معركة لا يعلم إنها خاسرة، ويخسر فيها سنوات من عمره في السجن ويخسر رفيقة عمره وشريكة حياته نتيجة للضغوط التي تعرض لها أثناء التجربة، ولم يتبق له الآن سوى حملة انتخابية تعلن عن نفسها منذ فترة. كما أشعر بتعاطف تجاه الأمير الذي يحلم بتولي عرش والده، تحيطه شلة من المنتفعين ونافخي الأبواق، يتطلع إلى الكرسي بشغف ولهفة، ويشعر بالمرارة في حلقه لأنه لا يستطيع التواصل مع من يريد أن يحكمهم، في رأيي أن جمال مبارك لا يختلف كثيراً عن أيمن نور فكلاهما معذبان.